المرأة العفيفة تعمل في مكتبها ,و المراهقة في معملها ,و الموظفة الناضجة في ادارتها …هذه القطاعات الانتاجية غالبا ما تعيش في حالة الاختلاط بين الجنسين .اذا ما اعتبرنا أن التحرش يعرف انتعاشا في القطاع الخاص و تتلقى الأنثى عروضا من مشغلها ,قد تخضع له بحكم الابتزاز من طرف المشغل أو المراقب ,ويكون لها رد فعل بتحصين نفسها ,فانها تتعرض للطرد نظرا لعدم وجود قوانين زجرية تكبح جموع مستغلي الفقر و الحاجة لدى الضحية ,لكن تظل شخصية الفتاة هي المحور في تحديد سلوكها . بالمقابل تخف وطأة هذا التحرش في الادارات العمومية ,لكن تظل “الجميلة” دائما تراقبها الأنظار و تواكبها العيون ويظل ذكاؤها في حالة الاشتغال لتفوز بشريك حياتها شرعا و قانونا , وحتى المتوسطة الجمال,أو العادية فانها تنافس أختها باظهار مفاتنها استجلابا للرجل حتى يفوز بها شرعا و قانونا.
وفي جميع الحالات فان الرجل ينجدب دائما الى مفاتن المرأة بدءا بصوتها أو نظراتها ,أو ايقاع خطواتها ,أو شكلها العام برقتها و دلالها ,وهنا يتساءل الان الشباب الذكور “هل مازالت الانوثة عنوانا للفتاة ؟ ” لأن ما يلاحظ أن هذه الأنوثة بدأت تنذثر في الصوت و الحركة و المعاملة و اللباس ,ومع ذلك فالفتاة تريد أن تقنع قرينها بأن المساواة في الحقوق فرضتها في الحديث و المنافسة بل استباق الرجل في عدة مجالات ,ورغم ذلك فالفتاة تكابد حتى يدوق في عشقها الرجل ,و الأمل دائما معقود على الزواج من طرفها ,بالمقابل فان الرجل يريد اقتطافها في كل وقت و حين ,حتى تنجح الفتاة لاقتناص زوج المستقبل عليها بتثقيف نفسها حتى تتعامل معه,و مع أسرته بتربية عالية و معاملة حسنة ,وهذا يتجلى في سلوكها مع صديقتها و في محيطها ,كما يجب أن تكتسب مهارات في الطبخ في منزل أسرتها و الأمهات هنا مسؤولات عن بناتهن ,اذ يلاحظ العديد من الفتيات مقصرات في تذبير المنزل و المطبخ في حين يجب على الفتاة أن تحافظ على رشاقتها بالرياضة في منزلها ,وعندما تكتسب هذه الصفات و خصوصا أدب الحديث مع غيرها بالصوت الواطئ و اقتناء اللباس العصري المحتشم ,فانها تكسب الزوج في زمن قياسي .