ثقافة

اسلاميات

لاتغفلوا عن شهر شعبان

يحل علينا شهر شعبان و هو شهر كريم و موسم من مواسم الخير وقد ورد في شهر شعبان أحاديث كريمة و حدثت فيه حوادث عظيمة …ولشعبان في الاسلام مجموعة من الفضائل تدلنا عليها الأحاديث النبوية الشريفة.
فالرسول (ص) يقول”ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب و رمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال الى الله عزوجل “رواه النسائي.
عادة ما بغفل الناس عن أوقات غير مشهورة …فشعبان يقع بين ( رجب و الشهر الحرام المعظم عند الله و الناس ) ورمضان ( شهر القران و الصوم وليلة القدر )فالتركيز النبوي على ذلك هو تركيز على طبيعة بشرية و ابراز الخطأ في سلوك الناس , اتجاه المواسم وحث على احسان التعامل مع الزمن في حياة الانسان .وليست غفلة الناس عن شهر شعبان وحده و انما هناك غفلة عن أوقات كثيرة في حياتهم .هو شهر ترفع فيه الأعمال الى الله تعالى , وهذا لا يعني تحديد هذا الشهر بهذا الأمر ,ولكن تجد فيه معاني اسلامية عظيمة في مقدمتها معنى المراقبة و المحاسبة المنتظمة للانسان على ما قدم.
وما شهر شعبان الا موسم من مواسم الرقابة العليا على أعمال العباد ومن مواسم المراقبة التي تدل على أن الله تعالى مطلع على كل أعمالنا ,انه”يعلم خائنة اللأعين و ما تخفي الصدور”صدق الله العظيم.(غافر الاية 19).ويقول سبحانه و تعالى “لقد خلقنا الانسان ونعلم ما توسوس به نفسه ,ونحن أقرب اليه من حبل الوريد “( سورة ق الاية 16)” والله أعلم بما كانوا يكتمون “(سورة المائدة الاية 61)”ويعلم ما في البر وما يسقط من ورقة الايعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس الا في كتاب مبين”صدق الله العظيم “سورة الأنعام الاية 59”.
فأفعال الناس تعرض على الله عزوجل مرتين يوميا ينظر عمل كل امرئ متكاملا أوهذين العرضين في الفجر واخرهما في المساء.
فقد ذكرت كتب السنة على أن النبي (ص) كان يقول “ان الاعمال تعرض كل اثنين و خميس , فيغفر لكل مسلم أو كل مؤمن الا المهاجرين”أي المتخاصمين ,ومن أجل ذلك كان النبي ( ص) يصومها حرصا على أن يرفع عمله وهو صائم وعلى مدار العام هناك أيضا مواسم يصعد فيها العمل الى الله ومنها العشر الاوائل من ذي الحجة و الاخر من شهر رمضان ومنها شهر شعبان الكريم.
ولقد كان الرسول (ص) يحتفل بمواسم الخير فكان يصوم يوم الاثنين و الخميس لأنهما ترفع فيهما الأعمال الى الله سبحانه و تعالى , وكان يستعد في شهر شعبان لاستقبال شهر رمضان ,لا بالطعام و الشراب بل بالصيام و القيام . قال ابن القيم في كتاب ( زادالمعاد) كان (ص) يصوم حتى يقال لا يفطر و يفطر حتى يقال لا يصوم وما استكمال صيام غير شهر رمضان وما كان يصوم في شهر أكثر مما يصوم في شهر شعبان و لم يكن يخرج من شهر حتى يصوم فيه “وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها “مارأيت رسول الله استكمل صيام شهر قط الا رمضان وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان و صيام النبي (ص) في شهر شعبان لم يكن على سبيل الفرض و انما هو صيام التطوع و في ذلك تهيئة للنفس لاستقبال شهر رمضان , عن انس ابن مالك ( رضي الله عنه) قال كان المسلمون ادا دخل شهر شعبان انكبوا على المصاحف فقرؤوها و أخرجوا زكاة أموالهم تقوية للضعيف و المسكين على قيام شهر رمضان و اعتاد المسلمون على استقبال شهر شعبان بالفرحة و البهجة و احياء الليلة النصف منه بالعبادات و تلاوة القران الكريم و الدعوات الصالحة و هذا أمر مرغوب مادام لا يخرج عن صورته المشروعة .
ذ.سعيدة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى